شبكة ربيع الفردوس الاعلى

شبكة ربيع الفردوس الاعلى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/index.php)
-   منتدى العقيدة (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/forumdisplay.php?f=450)
-   -   عقيدة ابن حزم الاندلسي رحمه الله تعالى (http://rabie3-alfirdws-ala3la.net/vb/showthread.php?t=195348)

ربيع الفردوس الاعلى و روضة القران 09-12-2015 12:52 PM

عقيدة ابن حزم الاندلسي رحمه الله تعالى
 
قال ابن كثير في البداية والنهاية/ 12/ 113: (ابن حزم الظاهري هو الأمام الحافظ العلامة أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم بن غالب بن صالح بن خلف بن معد بن سفيان بن يزيد، مولى يزيد بن أبي سفيان صخر بن حرب الأموي) وقال (والعجب كل العجب منه أنه كان ظاهريا حائرا في الفروع، لا يقول بشيء من القياس لا الجلي ولا غيره، وهذا الذي وضعه عند العلماء، وأدخل عليه خطأ كبيرا في نظره وتصرفه وكان مع هذا من أشد الناس تأويلا في باب الأصول، وآيات الصفات وأحاديث الصفات). إھ
وقال الذهبي في المنتقى من منهاج الاعتدال/ ص118: (وزعم ابن حزم أن أسماء الله لا تدل على المعان).إھ
وقال العلامة ابن عبد الهادي في مختصر طبقات أهل الحديث/ ص401: (ولكن تبين لي منه أنه جهمي جلد لا يثبت معاني أسماء الله الحسنى إلا القليل كالخالق والحق وسائر الأسماء عنده لا يدل على معنى أصلا).إھ
قلت: انظر قول ابن حزم في كتابه الفصل في الملل والأهواء والنحل/ فصل (الكلام في سميع بصير وفي قديم) م2/ ص109 وما بعدها، حيث قال: (وصح بهذا البرهان الواضح أنه لا يدل حينئذ عليم على علم ولا قدير على قدرة ولا حي على حياة وهكذا في سائر ذلك وإنما قلنا بالعلم والقدرة والقوة والعزة بنصوص أخر يجب الطاعة لها والقول بها)، ثم قال: (فإن قالوا أن الله هو المؤمن قلنا لهم نعم هو المؤمن المهيمن المصور فأسماؤه بذلك أعلام لا مشتقة من صفات محمولة فيه عز و جل تعالى الله عن ذلك إلا ما كان مسمى له عز وجل لفعل فعله فهذا ظاهر كالخالق والمصور).إھ. فهذا إقرار منه بإثبات الأسماء لله تعالى دون الصفات، وأن الأسماء الحسنى أعلاماً محضة؛ وهذا قول المعتزلة؛ فاقتضى التنبيه والله اعلم.

تتبع ابن حزم الأندلسي في المحلى:

لقد تميز جهده رحمه الله تعالى بالتزامه نصوص الكتاب والسنة في تتبعه للأسماء الحسنى، بالرغم من كونه من أهل التعطيل - كما تقدم بيانه في الفصل الأول – فقد قال في (المحلى) :
فصح أنه لا يحل لاحد أن يسمى الله تعالى إلا بما سمى به نفسه، وصح أن أسماءه لا تزيد على تسعة وتسعين، لقوله عليه السلام: (مائة إلا واحدا) فنفى الزيادة وأبطلها لكن يخبر عنه بما يفعل تعالى، وجاءت أحاديث في إحصاء التسعة والتسعين أسماء مضطربة لا يصح منها شيء أصلا فإنما تؤخذ من نص القرآن، ومما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بلغ إحصاؤنا منها إلى ما نذكر وهي:
الله الرحمن الرحيم العليم الحكيم الكريم العظيم الحليم
القيوم الأكرم السلام التواب الرب الوهاب الاله القريب
السميع المجيب الواسع العزيز الشاكر القاهر الآخر الظاهر
الكبير الخبير القدير البصير الغفور الشكور الغفار القهار
الجبار المتكبر المصور البر المقتدر الباري العلي الغني
الولي القوي الحي الحميد المجيد الودود الصمد الأحد
الواحد الأول الأعلى المتعال الخالق الخلاق الرزاق الحق
اللطيف الرؤوف العفو الفتاح المتين المبين المؤمن المهيمن
الباطن القدوس الملك المليك الأكبر الأعز السيد السبوح
الوتر المحسان الجميل الرفيق المُسّعر القابض الباسط الشافي
المعطى المقدم المؤخر الدهر

قال الحافظ في فتح الباري: (وقد قال الغزالي في (شرح الأسماء) له: لا أعرف أحدا من العلماء عني بطلب أسماء وجمعها سوى رجل من حفاظ المغرب يقال له علي بن حزم فإنه قال: صح عندي قريب من ثمانين اسما يشتمل عليها كتاب الله والصحاح من الأخبار، فلتطلب البقية من الأخبار الصحيحة.
قال الغزالي: وأظنه لم يبلغه الحديث يعني الذي أخرجه الترمذي أو بلغه فاستضعف إسناده، قلت: الثاني هو مراده، فإنه ذكر نحو ذلك في (المحلى)). إھ
قلت: ذكر ابن حزم في تتبعه للأسماء (الدهر) وهو اسم جامد (غير مشتق أي اسم علم بلا وصف) لا يصح تسمية الله تعالى به لان أسماءه تعالى أعلام وأوصاف، وقد عده ابن حزم من الأسماء الحسنى، لأنه يرى أن جميع الأسماء الحسنى جامدة لا تتضمن معنى كما نص على ذلك في كتابه (الفصل في الملل والأهواء والنحل) فقال: (وصح بهذا البرهان الواضح أنه لا يدل حينئذ عليم على علم ولا قدير على قدرة ولا حي على حياة، وهكذا في سائر ذلك وإنما قلنا بالعلم والقدرة والقوة والعزة بنصوص أخر يجب الطاعة لها والقول بها) . ثم قال: (فإن قالوا أن الله هو المؤمن قلنا لهم نعم هو المؤمن المهيمن المصور فأسماؤه بذلك أعلام لا مشتقة من صفات محمولة فيه عز وجل تعالى الله عن ذلك إلا ما كان مسمى له عز وجل لفعل فعله فهذا ظاهر كالخالق والمصور).إھ
وقال الامام الذهبي: (وَزعم ابْن حزم أَن أَسمَاء الله لَا تدل على الْمعَانِي فَلَا يدل عليم على علم وَلَا قدير على قدرَة بل هِيَ أَعْلَام مَحْضَة وكل هَذَا غلو فِي نفي التَّشْبِيه لزم مِنْهُ نفي صِفَات الرب وظنوا أَن ثُبُوت الكليات الْمُشْتَركَة بني فِي الْخَارِج).

قال شيخ الاسلام ابن تيمية في الاصفهانية: (مقَالَة ابْن حزم: وَقد يقرب من هَؤُلَاءِ ابْن حزم حَيْثُ رد الْكَلَام والسمع وَالْبَصَر وَغير ذَلِك إِلَى الْعلم مَعَ أَنه لَا يثبت صفة لله هِيَ الْعلم، وَيجْعَل أسماءه الْحسنى إِنَّمَا هِيَ أَعْلَام مَحْضَة فالحي والعالم والقادر والسميع والبصير وَنَحْوه كلهَا أَسمَاء أَعْلَام لَا تدل على الْحَيَاة وَالْعلم وَالْقُدْرَة).
وقال: (من قال من متكلمة الظاهرية كابن حزم أن أسماءه الحسنى كالحي والعليم والقدير بمنزلة أسماء الأعلام التي لا تدل على حياة ولا علم ولا قدرة وقال لا فرق بين الحي وبين العليم وبين القدير في المعنى أصلا ومعلوم أن مثل هذه المقالات سفسطة في العقليات وقرمطة في السمعيات فإنا نعلم بالاضطرار الفرق بين الحي والقدير والعليم والملك والقدوس والغفور. وإن العبد إذا قال رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الغفور كان قد أحسن في مناجاة ربه، وإذا قال اغفر لي وتب علي إنك أنت الجبار المتكبر الشديد العقاب لم يكن محسنا في مناجاته، وأن الله أنكر على المشركين الذين امتنعوا من تسميته بالرحمن فقال تعالى: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا)(الفرقان/60) وقال تعالى: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)(الأَعراف/ 180) وقال تعالى: (كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهَا أُمَمٌ لِتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ)(سورة الرعد/30) وقال تعالى: (قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا)(الإسراء/110). ومعلوم أن الأسماء إذا كانت أعلاما وجامدات لا تدل على معنى لم يكن فرق فيها بين اسم واسم فلا يلحد أحد في اسم دون اسم ولا ينكر عاقل اسما دون اسم بل قد يمتنع عن تسميته مطلقا، ولم يكن المشركون يمتنعون عن تسمية الله بكثير من أسمائه وإنما امتنعوا عن بعضها وأيضا فالله له الأسماء الحسنى دون السوأى وإنما يتميز الاسم الحسن عن الاسم السيء بمعناه، فلو كانت كلها بمنزلة الأعلام الجامدات التي لا تدل على معنى لا تنقسم إلى حسنى وسوأى بل هذا القائل لو سمى معبوده بالميت والعاجز والجاهل بدل الحي والعالم والقادر لجاز ذلك عنده. فهذا ونحوه قرمطة ظاهرة من هؤلاء الظاهرية الذين يدعون الوقوف مع الظاهر وقد قالوا بنحو مقالة القرامطة الباطنية في باب توحيد الله وأسمائه وصفاته مع إدعائهم الحديث ومذهب السلف وإنكارهم على الأشعري وأصحابه أعظم إنكار ومعلوم أن الأشعري وأصحابه أقرب إلى السلف والأئمة ومذهب أهل الحديث في هذا الباب من هؤلاء بكثير وأيضا فهم يدعون أنهم يوافقون أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات وينكرون على الأشعري وأصحابه والأشعري وأصحابه أقرب إلى أحمد بن حنبل ونحوه من الأئمة في مسائل القرآن والصفات منهم تحقيقا وانتسابا أما تحقيقا فمن عرف مذهب الأشعري وأصحابه ومذهب ابن حزم وأمثاله من الظاهرية في باب الصفات تبين له ذلك وعلم هو وكل من فهم المقالتين أن هؤلاء الظاهرية الباطنية أقرب إلى المعتزلة بل إلى الفلاسفة من الأشعرية، وأن الأشعرية أقرب إلى السلف والأئمة وأهل الحديث منهم وأيضا فإن إمامهم داود وأكابر أصحابه كانوا من المثبتين للصفات على مذهب أهل السنة والحديث ولكن من أصحابه كانوا من المثبتين الصفات على مذهب أهل السنة والحديث ولكن من أصحابه طائفة سلكت مسلك المعتزلة وهؤلاء وافقوا المعتزلة في مسائل الصفات وإن خالفوهم في القدر والوعيد وأما الانتساب فانتساب الأشعري وأصحابه إلى الإمام أحمد خصوصا وسائر أئمة أهل الحديث عموما ظاهر مشهور في كتبهم كلها).

المصدر...


الساعة الآن 02:33 AM

Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved. منتديات

mamnoa 2.0 By DAHOM